وحدة طبية لعلاج البرص بمستشفى مصطفى باشا

أحوال الناس
بعد نجاح أول عملية أجريت منذ عدة أشهر
وحدة طبية لعلاج البرص بمستشفى مصطفى باشا




كشف البروفيسور بن قايد علي اسماعيل، رئيس مصلحة الأمراض الجلدية لمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أنه تم إنشاء أول وحدة بالجزائر خاصة بزرع خلايا ''ميلانوسيتير'' بمصلحته لمعالجة المصابين بداء ''البهاق'' أو ''البرص''. وستنطلق الوحدة في العمل بمجرد تزويده بالعتاد الطبي اللازم لتلك التقنية. ليؤكد من جهته
مدير مستشفى مصطفى باشا، أن الإدارة مستعدة لتوفير العتاد.
تطرقت ''الخبر'' خلال شهر ماي الماضي إلى حيثيات أول عملية زرع لخلايا ميلانوسيتير خضعت لها فتاة في الثلاثين من عمرها مصابة بداء البهاق (البرص) الذي يدرج ضمن قائمة ما يعرف بالأمراض اليتيمة. وهو عبارة عن بقع تنتشر في أجزاء من جسم المصاب تسبب لصاحبها مضاعفات نفسية شديدة. وأشرف على العملية الدكتور إيفون قوتيي من مستشفى سانت أندري ببوردو الفرنسية والمختص في زرع خلايا ''ميلانوسيتير'' لمعالجة داء ''البهاق'' أو ما يعرف عند العامة بالجزائر بالـ ''البرص'' الذي يصيب ما بين 1 إلى 2 من سكان العالم. كما تتعرض له منطقة المغرب العربي ومنها الجزائر بصفة أكثر وذلك بتعرض من 1 على 3 بالمائة من السكان حسب ما أكده البروفيسور بن قايد. مضيفا أن السبب راجع لكون المغرب العربي منطقة معرضة للشمس وللظروف المناخية ولو أنه غير مباشر في العديد من الأمراض الجلدية، منها البهاق.
وعن نتائج العملية التي اعتبرت الأولى من نوعها، أكد البروفيسور بن قايد أنها كانت ناجحة، حيث بلغت نسبة النجاح الـ80 بالمائة، وهو ما جعل مصلحة الأمراض الجلدية تضيق بقاصديها من طالبي العلاج من ذات الداء رغم أن ليس كل المصابين بـ ''البرص '' معنيون بالأمر، يشير البروفيسور بن قايد علي، حيث أن الطبيب المختص وحده من يقرر أي الحالات بإمكانها الخضوع للعلاج، وذلك بعد الكشف على المصاب وإجرائه مجموعة من التحاليل وإخضاعه للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية، إلى جانب كشوفات أخرى تحدد فئة الأشخاص الذين بإمكانهم الخضوع للعملية دون غيرهم.
وفي هذا المجال، أشار البروفيسور بن قايد، قصد توضيح الأمور للمرضى، أن العلاج بهذه التقنية يشبه علاج داء السرطان. فمن المرضى من يوصف له العلاج الكيميائي وآخرون يكون علاجهم بالأشعة وغيرهم بالجراحة، أي أن نوعية الداء هي التي تحدد العلاج الخاص به.
واغتنم محدثنا الفرصة ليوجه نداء للمصابين بداء البهاق ''البرص'' مطالبا إياهم بالصبر، لأنهم حتى وإن توصلوا لعلاج المرض في بعض حالاته، فإن الموضوع لا زال محل بحث علمي وكشوفات مخبرية كون الداء مدرج ضمن الأمراض التي وصفت باليتيمة أو النادرة والتي تبقى أسبابها مبهمة على العموم، إذ من المختصين من أرجعوا سبب الداء للقلق، ومنهم من وصفها على أنها نتيجة لأمراض الغدد، كما أضاف قائلا... الفريق الطبي لمصلحة الأمراض الجلدية يعمل جاهدا على الكشف عن داء البرص، مثله مثل غيره من الأمراض الجلدية النادرة، وهو ما بعث بهم لإنشاء أول وحدة للعلاج من هذا الداء والتي تشرف عليها طبيبة مختصة''.
للعلم، فإن الفريق الطبي تم تكوينه في المجال وهو في انتظار توفير الوسائل والعتاد اللازم لمباشرة عمل الوحدة وتلبية الطلبات الكثيرة، خاصة وأن التأثيرات النفسية لذات المرض جد صعبة. وفي هذا السياق أكد السيد يحيى دهار، مدير مستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن إدارة المستشفى رحبت بفكرة إنشاء أول وحدة لمعالجة داء البرص بالجزائر وأنهم في انتظار تحديد الفريق الطبي لمتطلبات الوحدة من آلات خاصة بتقنية العلاج لتوفيرها والشروع في العمل