أهالي الأسرى لا زالوا ينتظرون صفقة التبادل : الأسير عويضة كلاب لم يره أهله منذ اكثر من عشرين سنوات ويعاني اضطرابا نفسيا
فلسطين - خاص الأسير/ عويضة كلاب - 2008-10-11
بداية أعرف نفسي انا عاصف كلاب أبن الأسيرالمناظل/ عويضة كلاب
" منذ عشرين سنوات لم أزر ولدي او اعرف أخباره, أحي يرزق هو داخل السجون ام شهيدا فأهنئ نفسي بشهادته " . بهذه الكلمات بادرتنا بالحديث السيدة ام عويضة كلاب التي تجاوزت السبعين من عمرها وقد بدت عليها علامات التعب والمرض حتى باتت معالم وجهها وكفيها ترسم خريطة الوطن والحواجز العسكرية التي كثيرا ما قطعتها لتزور ولدها عويضة الكلاب المعتقل منذ 13 عاما بتهمة قتل 4 جنود دروز صهاينة ليقضي حكما بالسجن ثلاث مؤبدات نسجن بتاريخ 12-10 -1988 ولم تستطع الأمراض التي تكالبت على السيدة ام عويضة وكبر السن منعها من المشاركة في اعتصام أمهات الأسرى الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر . قلب ام يحترق و تحدث الينا كلاب ويداها ترتجفان وقد ألصقت نفسها بجانب أحد جدران الصليب الأحمر لتتفادى البرد الشديد " لقد تحولت معدتي الى معمل أدوية من كثرة ما تناولت الدواء لأقوي جسدي على الأمراض التي تحاول ان تنهش ما تبقى من قوتي وكل ما يؤرقني ان أقابل ربي قبل ان أشاهد ولدي عويضة الذي حرمت من زيارته منذ خمس سنوات وادعو الله دائما ان يمد في عمري حتى أشاهده وتلمس يدي يده أمنية بسيطة ولكنها صعبة المنال من جندي صهيوني وقف جلادا لولدي وقلب أمهات الأسرى في السجون الصهيونية يحترق لعدم رؤيتهن أولادهن منذ خمسة شهور فما بال قلبي الذي حرم من ذلك خمسة سنوات . ابنك مجنون وأضافت الأم الحزينة وهي تمسح دموعها حتى أبكت جميع من كان حولها من أمهات الأسرى " قبل فرض الصهاينة الحصار علينا ومنعنا من زيارة ابنائنا في السجون كنت اتحمل آلام السفر ووعورة الطريق وإهانات جنود الصهاينة لاخرج مع أمهات الأسرى لعلي أفوز بزيارة ابني ولكن في كل مرة يمنعني الجندي الصهيوني بحجة انه ليس لي زيارة وأحيانا يستهزأ ويسخر بي " ابنك مجنون " ماذا تريدين منه ؟ اعتبريه مات ، أصلا موته احسن لك ، كلاب يرفض الخروج لرؤيتك ولذلك كثيرا ما تشاجرت مع هذا الجندي الذي مات قلبه وأجذبه من ملابسه ليسمح لي برؤيته ولكن دون جدوى . وتضيف الام الحزينة " إذا كان صحيحا ما يدعيه الجندي ان ولدي مجنون فليطلقوا سراحه ام انه بحالته الصحية السيئة يهدد امن اسرائيل كذلك ؟ أي جنون تدعيه ادارة السجون الصهيونية وأي انسان هذا الذي يتشكل به الجندي الصهيوني . أيعقل ان يترك مجنون داخل السجن بدون علاج فلتطلق إسرائيل سراحه لنعالجه ومن ثم تعتقله كما تشاء . ثم تساءلت وبلهجة غاضبة أين مؤسسات حقوق الإنسان التي تدعي أنها تبحث عن حقوق الإنسان وكرامته وهل بقي جرم لاسرائيل اكثر من ان تحرم أم من مشاهدة ابنها المعتقل لمدة خمسة سنوات ؟ وأن تبقي على معتقل مريض بمرض نفسي حتى يقضي ما حكم عليه في السجن الذي يفوق عمر البشر . زيارة ابي حرام ويذكر ان المعتقل عويضة أب لطفلة في الخامسة عشرة من عمرها وطفل في الثالثة عشرة من عمره حرم منذ ولادته من حضانة ابيه . وتضيف الام " آه ، ربما استطيع ان أضغط على قلبي وأحتمل غياب ولدي ولكن من يستطيع ان يقنع هؤلاء الأطفال بما يفعله الصهاينة أنه دون مستوى تستوعبه عقولهم . ولا ينفكون عن توجيه أسئلتهم لي حتى أشعر بأن كل كلمة تتلفظ بها حفيدتي فداء عن أبيها سكينا يطعن في قلبي الذي يعتصر أصلا ألما على ولدي " حرام أشوف أبويه مثل كل الاطفال ؟ اذا كان الصهاينة يريدون اعتقاله لكن يسمحوا لي برؤيته مثل كل أبناء الأسرى ؟ نفسي والله اسلم عليه وأقبله حتى ولو من خلف الأسلاك " . ولا تكف فداء وأخيها عاصف عن التفكير به ورؤيته في منامهم لقد تجرعت الطفلة وأخيها مرارة اليتم وأباهم على قيد الحياة . ويذكر ان والدة كلاب لم تتوان عن زيارته منذ اعتقاله وان كان يسمح لها بزيارته في السنوات الأولى من اعتقاله حيث كانت تصطحب أبناؤه معها ولكن فجأة وقبل خمسة سنوات ادعى الجنود الصهاينة انه يرفض مقابلة أهله وأكدت كلاب رفضها لهذه الادعاءات كما حملت إدارة السجون الصهيونية مسئولية ما آلت إليه صحة ابنها عويضة وان التعذيب الشديد والمستمر الذي تعرض له ولدها عويضة وهو السبب الرئيس في سوء وضعه النفسي . شروط مرفوضة وأكد أهالي الأسرى رفضهم كافة الإجراءات التعسفية التي تريد ان تفرضها إدارة سجون الصهاينة بحق إجراءات زيارة الأهالي لابنائهم في السجون الصهيونية والتي كان من المفترض ان تبدأ في الثاني عشر من الشهر الجاري وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الأسبوع الماضي بإلغاء كافة الشروط الجديدة واعادة السماح بالزيارة دون شروط ولكن عاد واشترط الجانب الصهيوني نقل الأهالي بباصات إسرائيلي بدل من الباصات الفلسطينية وهو ما استنكره أهالي الأسرى وابلغوا رفضهم هذا الشرط لادارة الصليب الأحمر . واعتبر خالد الخطيب عضو اللجنة الوطنية والإسلامية لمؤازرة الأسرى ان الجانب الصهيوني دائما يتنكر لما تم الاتفاق عليه بخصوص عودة السبل والإجراءات التي كانت متبعة قبل فرض الحصار والإغلاق على الأراضي الفلسطينية للتضييق على أهالي الأسرى وذويهم التي باتوا في حاجة ملحة للزيارة لامتصاص الضغط النفسي الذي يعاني منه الجانبين بسبب منع الزيارة منذ خمسة شهور ووافق أهالي الأسرى رأيهم بعدم الموافقة محذرا ان تكون فرص مثل نقل الأهالي بوسائل نقل إسرائيلية خطوة لتفويت كافة الإنجازات التي حصل عليها الأهالي وهي حقهم المشروع في تنظيم زيارة آمنة وبدون شروط من خلال إضرابهم العام الماضي قرابة شهر
الأحد أكتوبر 12, 2008 4:48 am